المسيلة/ حضر صبيحة اليوم الجمعة 28 أكتوبر 2022 السيد عبد القادر جلاوي والي الولاية رفقة السيد رئيس المجلس الشعبي الولائي، أعضاء اللجنة الولائية للأمن، مندوب وسيط الجمهورية، رئيس دائرة المسيلة ورئيس بلدية المسيلة، لاحياء الذكرى الـ 60 لبسط السيادة على الإذاعة والتلفزيون الجزائريين باذاعة المسيلة الجهوية بالمسيلة، أين كان في استقبالهم السيد مدير الإذاعة رفقة الأسرة الإعلامية بالإذاعة.
حيث اغتنم السيد الوالي هذا الحدث ليهنئ الأسرة الإعلامية للإذاعة والتلفزيون بأحر التهاني وأطيب التمنيات لمؤسستي الإذاعة والتلفزيون الجزائريين، والتي تصادف الـ 28 أكتوبر من كل سنة، كما ترحم السيد الوالي على كل من قضى نحبه وهو يذود عن هاتين المؤسستين وكذا الذين رفعوا التحدي ذات العام 1962 لتبقى صورة الجزائر وصوتها عاليين في سماء الإعلام العالمي.
ففي مثل هذا اليوم، قرر عمال الإذاعة والتلفزيون الجزائري استرجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون الجزائري، حيث أن هذه الوسيلة الإعلامية الهامة كانت لا تزال تحت السيطرة الفرنسية بالرغم من نيل الجزائر استقلالها.
في 28 أكتوبر 1962، قرر العمال الجزائريون رفع العلم الجزائري على مبنى الإذاعة والتلفزيون، فكان رد العمال الفرنسيين وقف بث البرامج، لكن وبفضل عزيمة وإرادة عدد قليل من التقنيين والإعلاميين والإذاعيين الجزائريين، تمكنوا من إعادة تشغيل البث الإذاعي والتلفزي فقِلتهم لم تُثنهم عن هدفهم رغم صعوبته، وقاموا ببث البرامج الجزائرية والأخبار الوطنية التي تبرز السيادة الجزائرية بدلا من البرامج الفرنسية.
فتاريخ 28 أكتوبر من كل سنة مناسبة هامة تحتفل بها الإذاعة والتلفزيون، كون استرجاع السيادة على قطاع السمعي البصري يعد إنجازا عظيما في تاريخ الجزائر المستقلة، بالنظر إلى الدور الذي تؤديه المؤسستان في الترويج والإعلام ونقل الأحداث، خاصة أثناء الثورة حيث عمد الاستعمار إلى التركيز على إيجابيات المستعمر ومشاهده الثقافية مقابل إبراز علاقات الهيمنة على المجتمع الجزائري مشوهة في أغلب الأحيان نضاله السياسي ورصيده الحضاري.
فذكرى استرجاع السيادة على الإذاعة والتلفزيون، لا تعد مجرد وقفة عابرة وإنما موعدا للتذكير بدور هاتين المؤسستين وضرورة التأسيس لإعلام قوي قادر على مواكبة التحولات الجارية في البلاد والتطورات الحاصلة في العالم اليوم، خاصة بالنسبة للسمعي البصري لما يتميّز به هذا القطاع من ديناميكية وفعالية وسرعة في المعالجة والنقل والتأثير فضلا عن السعي إلى كسب رهانات كثيرة وفي واجهتها مواكبة التكنولوجيات الحديثة وتعزيز العمل الإعلامي الجواري والخدمة العمومية في نقل انشغالات المواطنين أمام التطورات التي يعرفها المشهد السياسي في الجزائر خاصة عشية الاحتفال بالذكرى 67 لاندلاع الثورة التحريرية المباركة.
ومنذ ذلك التاريخ الذي كانت تملك الجزائر قناة إذاعية واحدة وقناة تلفزيونية واحدة لا يتعدى بثها 100 كلم في الوسط وفي قسنطينة ووهران، قطع كل من الإذاعة والتلفزيون الجزائريين أشواطا كبيرة في مجال إنشاء القنوات وتطوير البث وحققا نقلة نوعية من حيث نوعية وكمية البرامج التي تقدم للمستمع والمشاهد الجزائري، ولا شك أن الحديث عن استعادة السيادة على التلفزيون يجر أيضا إلى الحديث عن فتح السمعي البصري للقطاع الخاص من اجل تعميق التجربة الإعلامية في الجزائر على غرار التنوع الموجود في الصحافة المكتوبة، بعدما أثبتت تجربة الإذاعة الوطنية نجاحها بعد استحداث مجموعة من القنوات المتخصصة مثل “إذاعة القرآن الكريم”، “الإذاعة الثقافية” و”الإذاعة الدولية” وعشرات الإذاعات الجهوية والمحلية في كل ولايات الوطن والتي تستقطب العديد من المستمعين ومكنتهم من الولوج إلى أعماق الجزائر.
اليوم وبعد 60 عاما، تملك الإذاعة الجزائرية والتلفزيون الجزائري عديد القنوات، تضمن تغطية أكبر لكامل التراب الوطني، ناهيك عن تطوير الوسائل التقنية وتدريب الصحفيين والإعلاميين والتقنيين.